الواحــــــــة

 

الكون يشهد لله بصفاته

(2) الرحمن الرحيم

 

شاء الله عز و جل أن نبدأ قراءة القرآن الكريم ببسم الله الرحمن الرحيم حتى أنها آية من السبع المثانى أو سورة الفاتحة التى تعد ركنا أساسيا من أركان الصلاه لما لصفة الرحمن من قدر عظيم فى حياتنا

فنحن برحمة الله نحيا .... لأن رحمة الله وسعت كل شىء..

" ان الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتى سبقت غضبى " حديث شريف أخرجه البخارى و مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه .

فمن رحمته أن جعل الرحمة فى قلوب أمهاتنا منذ أن كنا أجنة فى أرحامهن وحتى ولدنا وصرنا أطفالا ثم شبابا ...ثم رجالا و نساءا

من رحمته ستره للعبد المذنب فهو الستير.. فمن منا بلا ذنوب أو خطايا فماذا لو كان لكل عبد يذنب أن يسود جبينه مثلا أو نشم له رائحة كريهة و لكنه و حده يعلم ما تخفي القلوب } و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و أخفى{ طه (7) ليظل باب التوبة مفتوحا فهو التواب الغفور .

من رحمته أن جعل لنا من أنفسنا أزواجا }وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون {َ الروم (21).

من رحمته أنه هو الشافى ... حتى فى ابتلائه رحمة فهو اما ان يحط عن المبتلى أوزارا أو أن يرفعه درجات .

من رحمته أن جعلنا أمة وسطا }وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا { البقرة (143) نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر دون إفراط أو تفريط و كذلك دون تشدد } و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك{..... أمة وسطا فى كل شىء ... وسطا فى عباداتنا فقد كتب علينا خمس صلوات فى اليوم و صيام شهر فى السنة و زكاه مرة فى العام و حج مرة فى العمر وما زاد فهو تطوع ....، وسطا فى حياتنا الزوجية .. فلم تكتب علينا الرهبانية و لكن أحل لنا الزواج حتى تعدد الزوجات كانت له شروط و حدود ...، و سطا فى انفاقنا } ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا {الاسراء (29). .،وسطا فى حواسنا .. فسمعنا و بصرنا محدود .. فماذا لو كنا نسمع كل ما حولنا فى الكون .. وماذا لو كنا نرى كل ما يدور فى الكون من أدق دقائقه حتى أكبر وحداته ! ..، حتى الأرض التى فيها معاشنا خلقها الله تعالى وسطا فهى ليست كبيرة جدا ككوكب المشترى و ليست صغيرة جدا ككوكب عطارد و كذلك ليست قريبة جدا من الشمس و إلا لاحترقنا جميعا و ليست بعيدة جدا عنها و إلا لتجمدنا جميعا .. حتى جاذبيتها كانت وسطا أيضا فهى ليست شديدة و إلا لابتلعتنا و ليست قليلة جدا و الا لتحلقنا فى السماء و لتخبطنا .

من رحمته خلق الانسان بهذا الاعجاز بداية من خلق الخلية الحية التى لها من الوظائف ما يعجز أن يؤديها فريق عمل متكامل و كذلك باقى أجهزة الجسم .

من رحمته أن خلق لنا الغلاف الجوى المحيط بالأرض الذى يحتوى على الأكسجين (اللازم لتنفس الانسان ) و ثانى أكسيد الكربون ( اللازم لعملية البناء الضوئى فى النبات ) و عدة غازات أخرى .. وجميع طبقات الغلاف الجوى تحمينا من الأشعة الكونية الضارة و كذلك من النيازك القادمة الينا .

من رحمته أن خلق لنا النهار لمعاشنا و خلق لنا الليل لسكنانا و خلق فصول السنة وخلق الحياه والموت لنستشعر بأن كل شىء الى فناء و أن الباقى هو الله فلا نحزن على ما فاتنا .

من رحمته أن سخر لنا الحيوان و الجبال و الشمس و القمر و الأنهار و الثمار و أنزل لنا من السماء ماءا عذبا .

من رحمته أن أرسل الينا خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم }و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين { ليكون لنا بشيرا و نذيرا و معلما و أسوة حسنه و شفيعا يوم القيامة .. و أنزل عليه القرآن الكريم ليكون ربيع قلوبنا و نور أبصارنا و جلاء حزننا .

 

و أوصانا عز و جل بصلة الرحم و اشتق اسم الرحم من صفة الرحمن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله عز وجل : أنا الرحمن و هى الرحم ، شققت لها من اسمى ، من يصلها أصله ، و من يقطعها أقطعه فأبته " حديث صحيح أخرجه أحمد و الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه .

 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسى الموقع
و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من مشرفى الموقع
 

 لاتنسونا فى دعواتك

 

الصفحة الرئيسية

عن الموقع

تأملات

إعجاز علمــى

أبناؤنــا

سبحان الله

قطـــوف

حديث قدســى

دعـــاء

مواقع للزيارة

سجل الضيوف