الواحــــــــة

 الجـامـع

هالة الأشرم

عضو جمعية الإعجاز العلمى للقرآن الكريم و السنة

من يتأمل و يتفكر فى بديع صنع الله فى كونه ، سيجد أن كل ما فى الكون يشهد بآلاء صفات خالقه عز و جل  .

فنحن لا نرى ذات الله سبحانه و تعالى فى كونه و لكننا نرى آثاراً لصفاته و أفعاله جل و علا .

و اسم الله الجامع  الذى فسر معناه العلماء بأنه هو الذى جمع الكمال ذاتاً و وصفاً و أفعالاً .. و هو الجامع فى خلقه بين المتماثلات و المتباينات و المتضادات .

جمعه بين المتماثلات كجمعه سبحانه و تعالى بين الكثير من الإنس على الأرض فى الحياة الدنيا ، و كذلك باقى أنواع المخلوقات ذوات الجنس الواحد ، و هو الذى يؤلف بين قلوب المؤمنين {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال : 63

و جمعه بين المتباينات كجمعه بين مختلف صور المادة و الطاقة فى السماوات و الأرض .

أما جمعه بين المتضادات كجمعه عز و جل بين الحرارة و البرودة  .. اليبوسة و السيولة .. المادة و المادة المضادة ،

و كذلك  جميع العمليات الحيوية فى الجسم هى ما بين هدم و بناء ...أكسدة و إختزال .. شهيق و زفير .. و فى أنفسنا أيضاً   ( و نفس وما سواها . فألهمها فجورها و تقواها ) .

 و سنتناول إن شاء الله تعالى شرح كل تلك المعانى بمزيد من التفصيل و نقدم بعض الأمثلة و الصور عليها .

 و لنبدأ منذ لحظة تكون الخلية الأولى للجنين عندما تتكون النطفة الأمشاج من اختلاط نطفتى الأب و الأم و التى تمر بالعديد من المراحل لتقدم لنا الأمثلة الحية على مختلف صور جمع الخلق .

و ذلك عندما تبدأ النطفة فى الإنقسام السريع  إلى مجموعة من الخلايا الجنينية ،  لتتكون بعد ذلك العلقة فى الأسبوع الثانى من بداية التلقيح حيث يشترك  الجنين فى هذه المرحلة فى الشكل و الصفات مع  دودة العلقة التى تمتص الدماء و تعيش فى الماء  ، و فى هذه الرحلة يتخلق بقدرة الله تعالى في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغراسها في جدار الرحم شريط دقيق للغاية يسمى باسم "الشريط الأولي"  و بعد ظهوره تتمايز الخلايا الجنينية فى عدة طبقات منها تتكون بعد ذلك كل أجهزة و أعضاء جسم الإنسان .

و فى اليوم الثانى و العشرين من عمر الجنين ينتقل الجنين إلى مرحلة جديدة و هى المضغة ، و المضغة هى قطعة اللحم قدر ما يمضغ الماضغ و التى تظهرت عليها النتوءات أو الكتل البدنية بحيث تبدو و كأنها شىء لاكته الأسنان تماماً لكن لا شكل فيها و لا تخطيط يجعلها تدل على أنها جنين إنسانى  ، و لقد أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من "الشريط الأولي"  لأن هذا الشريط الدقيق قد أعطاه الله تعالى القدرة على تحفيز الخلايا على الانقسام، والتخصص، والتمايز والتجمع في أنسجة متخصصة، وأعضاء متكاملة في تعاونها على القيام بكافة وظائف الجسد ، فتتكون فى هذه المرحلة براعم اليدين و الرجلين و الرأس و الصدر و البطن و يبدأ القلب فى النبض  كما تتكون معظم براعم أعضاء الجسم الداخلية ، فلا تنتهى الأربعون يوماً الأولى من بداية التلقيح إلا و خلايا جميع أعضاء الجنين المختلفة تكون قد تمايزت ! 

و هذه الثلاثة مراحل المهمة فى حياة الجنين لخصها لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ، النبى الأمى الذى علمه ربه عز وجل فى حديث نبوى معجز رواه الإمام مسلم بسنده عن عبدالله ابن مسعود قال :

حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصادق المصدوق قال : ( إن أحدكم ليجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوماً , ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك , ثم يكون فى ذلك مضغة مثل ذلك  , ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه و أجله و عمله و شقى أو سعيد ) ، و جمع الشىء هو ضمه بعضه إلى بعض بعد الإنتشار ، فالعبارة النبوية هنا تشير فى دقة علمية عالية إلى إنقسام الخلايا الجنينية السريع و الهائل و فى إتجاهات متفرقة وعلى تمايز هذه الخلايا فى طور العلقة ثم تجمع خلايا كل عضو من أعضاء الجنين ليتم تكونه و تخلقه فى طور المضغة فى صورة براعم أولية .

  أما لفظ ( فى ذلك) فى هذا الحديث الشريف فيعود إلى الوقت أى إلى الأربعين يوماً أى فى نفس الأربعين يوماً الأولى من خلق الجنين ،  أما لفظ  (مثل ذلك )  فيعود إلى جمع الخلق .

.. و هو الجامع فى خلقه بين المتماثلات و المتباينات و المتضادات ، كما تحدثنا عن  أطوار تكون الجنين الأولى كمثال حى لمختلف صور جمع الخلق . و حديثنا اليوم عن صورة حية أخرى لجمع الخلق فى قول الله تعالى  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَارِ ِ} النور .

و فى الآية يذكر الله تعالى أنه بقدرته  ( يزجى ) أى يسوق السحاب  و يدفعه برفق  {ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ } أي يجمعه بعد تفرقه {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } أي متراكماً بعضه فوق بعض ، {فَتَرَى ٱلْوَدْقَ } أي المطر {يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ } ..  .. فهنا صورة للجمع بين المتماثلات من جزيئات بخار الماء .

و الآية الكريمة تتحدث عن السحب الركامية و هى إحدى الأنواع الثلاثة الرئيسية للسحب ، فهناك أكثر من 80 نوعاً للسحب تندرج أساساً من ثلاثة أنواع و هى السحب الركامية و المبسوطة و العاصفة .

و تمتاز السحب الركامية بضخامتها كأنها الجبال ، فقد يصل إرتفاعها إلى 20 كيلومتراً  ، و تتكون من ثلاث طبقات ؛ السفلى منها تكون مملوؤة ببخار الماء الصاعد من تبخر مياه البحار و المحيطات ، و الطبقة الوسطى ينخفض فيها الضغط عن الضغط الجوى بحيث يصبح وسطاً مناسباً لتكثف بخار الماء الصاعد و تجمده حول أى جسم صلب يصطدم به ، و أما طبقة السحب الركامية العليا ففيها بللوراث الثلج ( البرد ) بفتح الراء ،  المتجمع المتراكمة فوق بعضها البعض ، فاذا تصورنا مقطعاً رأسياً للسحابة الركامية كما بيناها ، لأصبح من السهل علينا بعد ذلك فهم كيفية نزول المطر و ما به من برد ، فما الذى يحدث ؟

عندما تتكون بللورات الثلج فى اعلى السحابة ، تنزل بفعل الجاذبية إلى الطبقة الوسطى لتصطدم ببخار الماء الذى يتكثف و يتجمد فور اصطدامه ببللورة الثلج الصلبة ، فتزداد البللورة حجماً و وزناً  أكثر و أكثر ، فتشدها الجاذبية الأرضية ثانيةً إلى بخار الماء فى الطبقة السفلى من السحابة فتتجمع حولها لتنزل مطراً مصحوباً ببرق و رعد .. هذا بالنسبة للسحابة الركامية المتوسطة الحجم .

أما بالنسبة للأنواع الضخمة منها ، يتكون من شدة تراكم طبقاتها فوق بعضها البعض تيار هوائى ساخن ، ما بين صعود ليبرد  ، ثم هبوط ثانيةً إلى أسفل .. فماذا يعمل هذا التيار مع بللورات الثلج  ؟

عندما تتجمع قطرات البخار حول البرد فى الطبقة الوسطى ، فتدفعها قوة التيار الهوائى إلى أعلى  فيتجمع حولها المزيد من الجليد فتكبر و تزداد ثقلاً فتنزل ثانية  و تظل بللورة ( البرد ) هكذا فى صعود و هبوط و تزايد فى الحجم و الوزن إلى أن تصل إلى وزن لا يستطيع تيار الهواء الداخلى فى السحابة أن يدفعها إلى أعلى فتسقط على هيئة برد يصل حجمه أحياناً إلى حجم كرة الجولف !!

و هنا لفتة إعجاز قرآنية حيث ذكر البرق مع هذا النوع فقط من السحب و هو ما أكده العلم حديثاً من أن البرق و الرعد لا يحدثان إلا مع السحب الركامية  التى تحتوى على بللورات البرد فقط  ، حيث يقول تعالى  {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلاْبْصَـٰرِ } ، و هاء الضمير فى كلمة  ( برقه ) تعود على البرد ( بفتح الراء ) أى برق البرد و هو ما أكدته أيضاً العلوم الحديثة من أن البرق يأتى من البرد حيث تتغير شحناته الكهربائية عند انتقاله من أسفل إلى أعلى ، و مع انتقال هذه الشحنات و تجمعها يحدث تفريغ فتحدث شرارة البرق و يحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء و من هنا يأتى البرق و الرعد .

و هنا داخل السحابة فى اجتماع الشحنات السالبة و الموجبة ، و اجتماع  السخونة و البرودة  .. النار و الماء .. نرى صوراً حية للجمع بين المتضادات .

 و  فى سياق حديثنا عن اسم الله الجامع ،  يجب ألا نغفل عن حقيقة علمية عبر عنها القرآن الكريم كقانون كونى عام فى قول الله تعالى فى سورة الذاريات  " و من كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون".       

و الزوجية فى الخلق تعنى النوع و النوع المضاد ، أو النوعين الذين إذا التقيا سكنا .

هى ليست فقط فى شكلها الطبيعى المتعارف عليه و هو الذكر و الأنثى ، و لكنها تمتد لشمل كل شىء فى الوجود ، فكل المخلوقات من مختلف صور المادة و الطاقة هى منذ اللحظة الأولى للخلق أزواج داخل أزواج .. متشابهات و متباينات  و متضادات .. لكنها أزواج .

 حتى المادة و الطاقة هما وجهان لعملة واحدة يمكن أن يتحول كل منهما إلى الآخر ، و على مستوى الطاقة فيمثل الضوء صورة من صور الزوجية ، لأن الضوء أيضاً له وجهان أحدهما على هيئة جسيم مادى و الآخر على هيئة طاقة موجية ، و قد يسلك الضوء سلوك هذين الوجهين معاً أو سلوك أحدهما فقط .

أما على مستوى المادة ، ففى الخلية الحية مثلاً يوجد داخل النواة أزواج من الشريط الوراثى المزدوج المسمى ب DNA الذى يتكون من أزواج من القواعد النيتروجينية ، و عند انقسام الخلايا  فان أزواج الأقطاب فى الخلايا و المعروفة باسم السنتريولات ، تشد أقطاب الخلايا هذه أنصاف الطاقم الكروموسومى بواسطة خيوط المغزل تجاه الأقطاب لتتكون أزواج جديدة من الخلايا ،  كذلك فإن هناك زوجية على المستوى العضوى كالرئتين و الأذنين و اليدين و العينين .... و كلها تمثل صوراً للجمع بين المتماثلات و المتباينات .

كما أن الزوجية موجودة على مستوى الذرة أيضاً ، و هنا أود الإشارة إلى السبب الذى يجعلنى دوماً أذكر الذرة كمثال حى ، و ذلك لأن الذرة هى صورة مصغرة للمجموعة الشمسية بل و للتجمعات المجرية .

و الذرة تتكون من نواة موجبة تدور حولها الإلكترونات السالبة ..  و الإلكترون داخل الذرة لا يمكن أن يتواجد بحالة مفردة بل فى صورة زوجية حيث يوجد الكترونان فى مستوى الكترونى واحد .

بل و لقد اكتشف العلماء الأكثر من ذلك و هو أن كل مادة لها قرين أو مادة مضادة ،  فلكل ذرة توجد ذرة مضادة و فى داخل الذرة هناك الإلكترون السالب و الإلكترون المضاد له الموجب أو ما يسمى ب  ( البوزترون ) ، وداخل نواتها يوجد البروتون السالب و البروتون الموجب المضاد  و كذلك الحال بالنسبة للنيوترون و كل جسيمات المادة  .

 فسبحان القائل فى كتابه العزيز " ومن كل شىء خلقنا زوجين "... هذا ليكون الواحد بحق هو الله تعالى .

و المعروف علمياً أنه عندما يتفاعل الجسيم مع قرينه  أو المادة مع قرينها فيبدد كل منهما الآخر و يختفى الإثنان فى شىء يشبه الإنفجار متحولين كليهما الى طاقة معظمها فى صورة أشعة جاما .

  و لهذا احتار العلماء كثيراً فى الرد على هذا التساؤل الذى طالما راودهم : ما الذى يمنع المادة و قرينها أو الكون و قرينه من الاقتراب من بعضهم البعض و من ثم التبدد و الزوال ؟ و لم يجدوا اجابة حتى الآن . و لكننا نحن كمسلمين نجد الاجابة فى قول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فاطر:41

و للآية  فى تفسير ابن كثير : أى أنهما بما فيهما من القوة المتماسكة لهما فلا يقدر على دوامهما و ابقائهما إلا هو سبحانه و هو مع ذلك الحليم الغفور .

و من هنا نستشعر بمدى حاجتنا لله القيوم الذى يمسك السماوات و الأرض و يحفطهما من الزوال من البداية للنهاية .

                                                                            

 

و ختاماً .. ، ستحدث عن يوم القيامة و بعض مما يسبقها من علامات تشير إلى بداية انهيار الكون ، و منها جمع الشمس و القمر كما جاء فى قول الله تعالى {فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ * وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ * وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ * } القيامة 7ـ9 .

هذه الآيات  تعبر عن فزع الإنسان من هول علامة من علامات تدمير الكون ، فجمع الشمس و القمر أصبح الآن من التنبؤات العلمية المبنية على استقراءات و شواهد كونية منها أن الشمس كأى نجم لابد و أن تمر بمرحلة الشيخوخة من بعد مرحلة الشباب و الإستقرار التى هى فيها الآن ، هذه المرحلة تمتاز بانتفاخ النجم و ازدياد حجمه نظراً لارتفاع معدل انتاج الطاقة فى باطنه ، و بذلك تزداد مساحته السطحية زيادة هائلة و تتوزع حرارته السطحية ليصبح أحمر اللون و لهذا يسمى حينها بالعملاق الأحمر  ، وبهذا أمكن تصور مصير كل من الأرض و القمر بعد تحول الشمس إلى عملاق أحمر فتستحيل الحياة حينها على الأرض من شدة السخونة  ، كما سيختفى القمر داخل هذا العملاق .   

و من العوامل المساعدة أيضاً على الجمع بين الشمس و القمر كما يقول الدكتور زغلول النجار : لقد ثبت بعد قياسات و حسابات فلكية دقيقة للغاية أن القمر ( الذي يبعد عنا في المتوسط حوالي 400 ألف كم ) يتباعد عنا بطريقة مستمرة بمعدل ثلاثة سنتيمترات في السنة ، و هذا التباعد  المستمر لابد و أنه سيدخل القمر يوماً ما  في نطاق جاذبية الشمس إلى أن تبتلعه ، و لكن متى سيتم ذلك ؟ هذا في علم الله . 

 

و لكن هذه ستكون البداية فقط .. بداية لتجمع كل صور المادة و الطاقة فى الكون بعد ذلك ..  و من ثم هلاكها .. وعودتها إلى سيرتها الأولى مصداقاً لوعد الله تعالى فى محكم كتابه الكريم فى الآية 104 من سورة الأنبياء  (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) .. .. و حينها تكون نهاية الحياة الدنيا .

 و هذا ما يؤكده العلماء ممن لم يقرؤا القرآن ، فبعد اكتشاف ظاهرة التوسع الكونى ، و التى تؤكد أن الكون دائم التمدد و الإتساع منذ نشأته و  حتى الآن ، النجوم و المجرات و الأكوان جميعها تتباعد عن بعضها البعض ، يؤكد العلماء الآن أن اتساع الكون لا يمكن له أن يستمر إلا ما لا نهاية ، حيث أن معدل اتساع الكون الآن أبطأ من المعدل الذى بدأ به  و سوف يؤدى هذا التناقص التدريجى فى سرعة توسع الكون إلى الوصول به إلى مرحلة تتغلب فيها قوى الجاذبية على قوى الدفع إلى الخارج و حينئذ يبدأ الكون فى الإنطواء و الإنكماش و التكدس على ذاته حتى يعود إلى حالة مشابهة تماما لحالته الأولى .

ثم تقوم الساعة و يقوم الناس لرب العالمين ، و يجمع الله كل البشر للحساب بعد أن بليت أجسادهم  { أيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } القيامة .

و تؤكد الآية الكريمة على أن الله تعالى سيأتى بكل انسان .. هو .. بأدق تفاصيله حتى بصمات أصابعه .

و هنا جاءت بصمة الإصبع على سبيل المثال لا الحصر ، فهناك العديد من البصمات الأخرى للإنسان التى اكتشفها العلماء حتى الآن كبصمة الرائحة و بصمة الصوت و بصمة قزحية العين و بصمة صيوان الأذن و بصمة الأسنان و مؤخراً بصمة الحامض النووى ، بصمات تخص كل شخص فقط و تميزه عن غيره .

سجمع الله عز و جل هذا كله و يسويه ، ليأتى كل منا يوم القيامة فردا .. يوم لاينفع مال و لا بنون .. إلا من أتى الله بقلب سليم .

 


جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسى الموقع
و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من مشرفى الموقع
لمراسلتنا إضغط هنا

 لاتنسونا فى دعواتكم

 

الصفحة الرئيسية

جديد الموقع

عن الموقع

تأملات

إعجاز علمــى

عبر من السيرة

أبناؤنــا

قطـــوف

سبحان الله

حديث قدســى

دعـــاء

مواقع للزيارة

سجل الضيوف