الواحــــــــة

 

الله أكبر.. نظرة تأملية

الله أكبر .. نرددها فى أعيادنا .. فى أيام فرحنا و ابتهاجنا ... الله أكبر نداءاً لصلواتنا .

الله أكبر .. كانت و ستظل الدافع لكل مجاهد فى سبيل الله لتحقيق النصر .

الله أكبر من ظلمات الليل الحالك و من مكر الماكرين من أعداء الدين .. .. الله أكبر من كل ظلم .. أكبر من الخوف .. أكبر من اليأس .. أكبر من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا .

الله أكبر من السماوات السبع و الأرضين و ما بينهما ، هو خالقهما و خالق كل شىء .. سبحانه ما قدرناه حق قدره  { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر : 67 ، يقول ابن عباس: ما السموات السبع، والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم ،

فهل حاولتم تخيل حجم السماوات السبع كيف يكون ؟ .. سنحاول تخيل حجم الجزء المدرك حتى الآن من السماء الدنيا فقط ، و لنبدأ  من المجموعتنا الشمسية التى تضم بالإضافة إلى الشمس الكواكب التسعة المعروفة لدى غالبيتنا ، حيث  تقدر المسافة بين الشمس و كوكب الأرض بنحو 150 مليون كيلو متر ، كما تقدر المسافة بين الشمس و أبعد كواكب مجموعتها ( بلوتو ) بنحو 6 بليون كيلو متر .

حجم الشمس = مليون أرض كأرضنا ، أما مجرتنا ( درب اللبانة ) فتضم 100 بليون نجم أو شمس ، و تعتبر شمسنا واحدة من النجوم المتوسطة الحجم منها !!

يحتاج الضوء ليقطع مجرة درب اللبانة إلى 400 ألف سنة ضوئية ، و السنة الضوئية هى المسافة التى يقطعها الضوء بسرعته الهائلة ( 300 ألف كيلو متر / ثانية ) فى سنة  ، كما تحتاج مجرتنا إلى 250 مليون سنة لتدور دورة واحدة حول نفسها .

و المجرات عبارة عن تجمعات نجمية مذهلة فى أعدادها ، حيث تضم كل مجرة من عشرات البلايين إلى بلايين البلايين من النجوم ، و تعتبر مجرتنا ( درب اللبانة )  واحدة من المجرات متوسطة الحجم ، وهى واحدة من أكثر من عشرين مجرة أخرى مجموعة جميعها فى تجمع يعرف باسم المجموعة المحلية  The local group of galaxies   و التى يبلغ قطرها حوالى 3 مليون سنة ضوئية .

هناك حشود للمجرات أكبر من المجموعة المحلية من مثل ، حشد مجرات برج العذراء الذى يضم مئات المجرات من مختلف الأنواع و يصل قطره إلى أكثر من 6.5 مليون سنة ضوئية .. و يبعد عنا عشرة أضعاف تلك المسافة.

كما تحوى بعض الحشود المجرية أعداداً من المجرات قد تصل إلى عشرة آلاف مجرة ،  بل و تتجمع تلك الحشود المجرية لتكون حشوداً أكبر منها تسمى باسم الحشود المجرية العظمى Galactic super clusters ، و قد أحصى علماء الفلك منها إلى اليوم أعداداً كبيرة على بعد مليونى سنة ضوئية منا .. بل تم الكشف أخيراً عن حوالى المائة من الحشود المجرية العظمى التى تكون حشداً أعظم على هيئة قرص يبلغ طول قطره 2 بليون سنة ضوئية و سمكه 200 مليون سنة ضوئية ، ويعتقد عدد من الفلكيين المعاصرين أن فى الجزء المدرك من الكون تجمعات أكبر من ذلك !!

و يحصى الفلكيون فى الجزء المدرك من السماء الدنيا الآن حوالى 200 ألف مليون مجرة على الأقل ، بعضها أكبر من مجرتنا كثيراً و الآخر أصغر قليلاً .

يقدر العلماء حجم الكون الذى نعرفه حتى الآن بحوالى مليون تريليون تريليون سنة ضوئية مكعبة !! كل ذلك فى السماء الدنيا فقط !! .. .. فهل استشعرتم معنى الله أكبر ؟

 جاء فى صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

( يأخذ الله عز و جل سماواته و أرضيه بيديه فيقول : أنا الله ، و يقبض أصابعه و يبسطها – أنا الملك ) .

و بعيداً عن التشبيه أو التصوير ،  فالله تعالى ليس كمثله شيء ،  و يده سبحانه و تعالى ليست بجارحة ، و لكننا أردنا بهذا فقط تعميق يقيننا بقدرة و عظمة الله تعالى فى أنفسنا .

                                                                                                        هالة الأشرم    

 

 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسى الموقع
و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من مشرفى الموقع
 

 لاتنسونا فى دعواتك

 

الصفحة الرئيسية

عن الموقع

تأملات

إعجاز علمــى

أبناؤنــا

سبحان الله

قطـــوف

حديث قدســى

دعـــاء

مواقع للزيارة

سجل الضيوف