قد يستعجب البعض من عنوان المقال لأننا جميعنا يجب أن ندعو إلى إعلاء قيم التضحية و الإيثار ، و التحذير من حب الذات و الأنانية فهذه من أسمى القيم الإسلامية التي يفخر بها التاريخ الإسلامي الذاخر بقصص التفاني و العطاء .
و لكنني هنا لا أتوجه بالنصيحة إلا لفئة معينة من البشر أجدها كثيرا للاسف.
هذه الفئة احبت إيذاء الآخرين بل و أصبح هذا الإيذاء هو قوام بدنها !!
لا تستطيع العيش بدونه .. فقدت بإرادتها مشاعر الرحمة و العطف على من ينالهم أذاها ثم جلست كالمتفرج الضاحك على مسرحية هزلية .
و العجيب أن هؤلاء لا يلقون بالاً لخطب الوعظ و الإرشاد ، يقابلونها بسخرية .. لم يعد يفلح معهم قول : إن ذلك حرام عليك أو قول : كن رحيماً إن هذا سيحملك آثام كبيرة .. كل ذلك لم يعد يحرك فيهم ساكناً .. لهذا سأتوجه بنصيحة أخيرة لأحدهم عله يسمع أو يعقل .. سأقول له : كن أنانياً !!
أحب نفسك .. نعم أحبها .. أشفق عليها إن كنت لازلت تعتقد بأن الله تعالى يراك ويراقبك ، فإنه تعالى سوف يعاقبك و يعذبك كما تسببت في إيلام غيرك
كن أنانياً .. .. لا تسب غيرك فإنه سوف ينال من حسناتك يوم القيامة .. فهل ستضحي بحسناتك ؟ هل ستكون كريماً مع من آذيت إلى هذا الحد ؟
كن أنانياً .. فإنك إذا فنيت حسناتك يوم القيامة فسوف يلقى عليك من ذنوب من آذيتهم فهل ستتفانى في حبهم إلى هذا الحد ؟
كن أنانياً .. لا تحسد غيرك ، فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .
ستكتشف يوم القيامة أنك لم تؤذ إلا نفسك .. و لم تضح إلا بنفسك .. و لم تتفانى إلا في حب كل من آذيت !!
فهل لازلت مصراً على إيثارك الآخرين ؟
هالة أحمد فؤاد